هل تشعر بالإرهاق من كثرة القرارات التي يجب عليك اتخاذها كل يوم كصاحب بيزنس ؟
هل تقلق من عواقب قراراتك بعد اتخاذها؟
هل ليس لديك خطوات لاتخاذ القرارات الهامة في عملك؟
حسنًا، أنت لست وحدك الأكاديميون والباحثون توصلوا إلى مئات النماذج المختلفة لاتخاذ القرار، وهذه الحقيقة وحدها تظهر أنه لا يوجد طريقة نهائية أو نموذج معتمد يمكننا الاعتماد عليه.
معظم هذه النماذج تقبل أن هناك عوامل خارجية وذاتية يمكن أن تتداخل مع عملية اتخاذ القرار مثل مشاعر الشخص، تجاربه السابقة، ضغط الوقت، العوامل البيئية، الشعور الداخلي، مستويات الخوف وحتى أشياء مثل المخدرات, لذا، لا توجد طريقة حقيقية لاتخاذ القرار الصحيح في كل مرة، أو هل هناك؟
كيف تتخذ قرارات هامة
كمسلمين، لدينا هبة رائعة أن ندع الله يقرر الأمور التي لسنا متأكدين منها, النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أنه عندما تكون قلقًا بشأن اختيار يجب أن تتخذه، تقدم ركعتين من الصلاة ثم تقول دعاء الاستخارة, في هذا الدعاء، نقول لله سبحانه وتعالى:
“اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب, اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به” (رواه البخاري).
فهم الاستخارة بشكل صحيح
الاستخارة ليس لها علاقة بالأحلام، المشاعر، لا يوجد شيء من هذا مذكور في القرآن والسنة, في الدعاء، نحن نطلب من الله سبحانه وتعالى أن ييسر لنا النتيجة، لا نطلب علامة أو حلم, لذا عندما نواجه قرارًا هامًا، نصلي صلاة الاستخارة ثم نمضي قدمًا بأي خيار نشعر أنه الأفضل, الله سبحانه وتعالى إما سيسهل الأمر أو سيمنعه, لذا لا تجلس متوقعًا رؤية علامة خاصة أو معجزة أو حلم, دع الله سبحانه وتعالى ييسر النتيجة الأفضل.
نصائح من القرآن والسنة
قال الله تعالى في سورة البقرة:
“وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة: 216).
هذه الآية تذكرنا بأن الله يعلم ما هو الأفضل لنا حتى وإن كنا لا ندرك ذلك, لذا فإن ترك القرار لله بعد أداء صلاة الاستخارة يعكس هذا المفهوم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد” (رواه الطبراني).
هذا الحديث يعزز فكرة أن الاستخارة والاستشارة هما من أهم الوسائل لاتخاذ القرارات الصائبة.
قصة استخدام الاستخارة في اتخاذ قرار كبير
مؤخرًا، وجد صاحب بيزنس مكتبًا للإيجار ليس بعيدًا عن مقره الحالية, كان في موقع رائع، على بعد دقائق قليلة من المسجد، محطة المترو والشارع الرئيسي, كان في تقاطع بارز جدًا، مقابل بعض أكبر منافس له, كانت المساحة مثالية لفريقه وكان له ميزة إضافية وهي وجود عرفة سيكون رائعة كاستوديو محتوى.
مثل هذه الفرص في هذا الموقع نادرة جدًا، لكن شريكه في العمل لم يكن متأكد إذا كان هذا سيكون قرارًا جيدًا للشركة.
كانوا بحاجة لاستثمار على الأقل 50 الف جنيه لتجديد المكتب بالإضافة إلى 120 الف جنيه سنويًا للإيجار بالاضافة الى فرش المكتب.
بسبب الموقع المركزي، كان وقوف السيارات أيضًا سيكون مشكلة, لذا لم يكن يعرف حقًا ماذا يفعل, كان سيكون خطوة جميلة للأمام بالنسبة لهم ، لكن هل يستحق التكلفة؟ هل هذا هو التوقيت المناسب؟ هل سيجد مكتبًا مثل هذا في المستقبل؟
كانت هذه فرصة مثالية للاستخارة, ترك الأمر لله سبحانه وتعالى وطلب منه أن ييسر له النتيجة الأفضل.
وسبحان الله، في اليوم التالي تلق اتصالًا من الوكيل يقول أن المكان قد تم أخذه, الحمد لله، شعر ببعض الحزن في البداية، لكن بعد ذلك استقر في قلبه شعور بالرضا والاطمئنان, علم أن هذا لم يكن المكتب الأفضل له وأن هناك شيئًا أفضل ينتظره عندما يكون الوقت مناسبًا.
لذا بدلًا من الشعور بخيبة الأمل والحزن، مضي قدمًا بثقة، يعمل بجد أكبر وهو الآن متحمس لرؤية ما يخبئه المستقبل.
خطوات أتخاذ القرار
1. التحرر من القلق:
مواجهة قرارات هامة في الحياة الشخصية والأعمال أمر لا مفر منه, الضغط والقلق الذي يأتي مع هذه اللحظات يمكن أن يكون ساحقًا, القدرة على السماح لله بتحديد النتيجة تتيح لنا تجاوز ذلك بالكامل وبدلًا من ذلك نثق أن الله سيسهل لنا المسار الأفضل.
2. الثقة:
القدرة على ترك القرارات الهامة لله ومعرفته اللانهائية تعطينا زخمًا لا مثيل له لأننا نتحرر من الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة ومن الشك في حكمنا مما يسمح لنا بالمضي قدمًا بثقة.
3. تسريع عملية اتخاذ القرار:
مواجهة قرار حاسم بدون وضوح يمكن أن يؤدي إلى أسابيع وحتى أشهر من التفكير والتحليل وعدم اليقين, الاستخارة تتيح لنا اتخاذ قرارات أسرع، بينما لا زلنا نقوم بالواجبات الضرورية، نرفض إضاعة الوقت في التردد.
4. الرضا والاطمئنان:
عندما توكل القرار لله، حتى لو لم تكن النتيجة كما كنا نأمل، لا نشعر بالإحباط أو عدم الحماس, مع الثقة الكاملة أن قراره هو الأفضل، نمضي قدمًا بالرضا والاطمئنان والثقة الثابتة, هذا العقلية هي ميزة رائعة في الأعمال.
الختام
نحن محظوظون جدًا بالاسلام وبامتلاكنا الاستخارة, لذا دعونا نستفيد من هذا كمسلمين , “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” (آل عمران: 159).
دعونا نترك القرارات لله ونتوكل عليه تمامًا، مع العلم أنه سييسر لنا الطريق الأفضل.
دعوني أعرف في التعليقات أدناه إذا كانت لديك أي تجارب حيث كان عليك اتخاذ قرارات كبيرة وكيف تعاملت معها؟
ما شاء الله عندك حق في كل كلمة ربنا يبارك فيك